قد تحدث نتيجة وضع جبيرة أو ربطة طبية ومن دون سبب لدى مرضى السكري والجلطاتالكتف المتجمدة تؤثر على حياة المريض وتُعيق أنشطته اليومية! أشعة
مفصل الكتف يتكون من التقاء الجزء العلوي لعظمة العضد بعظمة لوح الكتف وهو مهم جداً لأنه يتمتع بمجال كبير من الحركة اللازمة للقيام بالأنشطة الرياضية واليومية المختلفة وذلك لأنه محاط بالكثير من الأربطة والأوتار والعضلات التي توفر له المرونة والثبات والقوة في نفس الوقت. ولكن ضريبة هذه الحرية في الحركة هي أن هذا المفصل من أكثر مفاصل الجسم عرضة للإصابات والإجهاد والالتهابات عند الرياضيين وغير الرياضيين على حد سواء. وبالرغم من أن الغالبية العظمى من هذه الإصابات والالتهابات تكون بسيطة ويسهل علاجها بالأدوية والراحة والعلاج الطبيعي إلا أن هناك فئة من المرضى تتطور الحالة لديهم لتصبح مرضاً يعرف باسم (الكتف المتجمدة) أو علمياً باسم (Frozen Shoulder) وهي حالة متقدمة ومزعجة وتؤدي إلى إعاقة جزئية وتؤثر على حياة المريض وعلى أنشطته اليومية.
أسباب الكتف المتجمدة
كما ذكرنا سابقاً فقد يكون نتيجة إصابة أو كدمة أو التهاب في العضلات والأربطة المحيطة بالكتف أو قد يكون نتيجة كسر في العظام القريبة من مفصل الكتف أو نتيجة وضع الكتف والذراع في جبيرة أو ربطة طبية لفترات طويلة أو نتيجة قطع في أوتار الكتف. كما أن هذا المرض قد يحدث من دون سبب عند المرضى المصابين بسكري الدم أو في بعض مرضى الجلطات الدماغية أو جلطات القلب. وفي بعض الحالات قد لا يكون هناك سبب واضح لحدوثه.
الأعراض والتشخيص
أهم علامة في هذا المرض هي فقدان القدرة على تحريك الكتف بشكل كامل حيث يشعر المريض أو المريضة بتيبس وتحدد في حركة المفصل وصعوبة في القيام بالأعمال اليومية وآلام متوسطة ومستمرة تزداد وتشتد عند محاولة تحريك المفصل. وحتى عندما يحاول شخص آخر مساعدة المريض على تحريك مفصل الكتف فإن الحركة لا تزال محدودة ومن هنا تأتي تسمية هذه الحالة بالكتف المتجمدة. وعادة ما تكون هذه الأعراض متصاعدة في شدتها وتستمر لفترة تمتد من بضعة أسابيع لبضعة شهور وتؤثر على حياة المريض وعلى أنشطته اليومية بشكل كبير وقد تؤدي إلى ظهور آثار سلبية في نفسية المريض مثل القلق والاكتئاب نتيجة الألم المزمن وفقدان القدرة على تحريك الكتف والذراع لفترات طويلة. وقد قسم الأطباء مراحل هذا المرض إلى التالي:
- المرحلة الأولى (stage one): تتميز بظهور بطيء للألم وفقدان تدريجي للحركة في الكتف وعادة ما تستمر من شهرين إلى تسعة أشهر.
- المرحلة الثانية (stage two) تتميز بانخفاض في معدل الألم ولكن التحدد والتيبس وفقدان الحركة في المفصل تزداد وتستمر لمدة تتراوح ما بين أربعة إلى تسعة أشهر.
- المرحلة الثالثة (stage three): المرحلة النهائية وهي تتميز بالعودة التدريجية لحركة المفصل والتي قد تستغرق وقتاً يتراوح ما بين خمسة أشهر إلى عامين.
أما التشخيص فعادة ما يكون بالفحص السريري. وفي بعض الأحيان يتم اللجوء لأشعة الرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد الضرر الموجود في الأجزاء المختلفة التي تكون مفصل الكتف أو تلك التي تغلفه.
الخطة العلاجية
على الرغم من شدة الأعراض التي يشعر بها المرضى المصابون بالكتف المتجمدة، إلا أن الخبر الجيد هو أن معظم هؤلاء المرضى تتحسن حالتهم مع مرور الوقت. هذا التحسن قد يستغرق عامين أو ثلاثة أعوام لكي تعود الكتف لوضعها الطبيعي ولذلك فمن الواجب الاستعانة بجميع الوسائل الطبية المتاحة لتعجيل الشفاء وتفادي المضاعفات.
وعادة ما يبدأ العلاج بالطرق التحفظية وغير الجراحية مثل التالي:
١- استعمال الأدوية والحبوب المضادة لالتهابات المفاصل (NSAID) والأدوية المسكنة للألم والأدوية المرخية للعضلات حسب توجيهات الطبيب المعالج.
٢- برنامج علاج طبيعي يبدأ تحت إشراف اخصائي العلاج الطبيعي ويستمر في المنزل حسب الإمكان بغرض عمل تمارين إطالة للعضلات المحيطة بالكتف وكذلك لمحاولة زيادة مدى الحركة للمفصل والمحافظة على مرونة الغلاف المحيط به. كما يمكن استخدام الكمادات والموجات الصوتية لتخفيف الألم والمساعدة على ارتخاء العضلات.
مفصل الكتف
٣- معالجة الأعصاب الطرفية (Nerve blocks) هي طريقة معروفة لإيقاف عمل الأعصاب المسؤولة عن الألم في منطقة ما حول الكتف مما يؤدي إلى تخفيف الأعراض. وعادة ما يقوم استشاري الألم بعمل هذه المعالجة التي تساعد المريض على القيام بالتمارين والعلاج الطبيعي بشكل أفضل وأسرع.
وعادة ما تكون هذه الطرق فعّالة وناجحة في علاج تسعين في المئة من المرضى حيث يبدأ الألم بالزوال وتبدأ حركة المفصل بالازدياد بشكل تدريجي. أما في الحالات القليلة التي لا تستجيب للعلاج التحفظي فقد يلزمها طرق علاجية أخرى قد تتضمن التدخل الجراحي.
العلاج الجراحي
الهدف منه هو إطالة الغشاء المحيط بالكتف وكذلك الأوتار والعضلات التي تمر من حوله. وعادة ما يتم ذلك بعملية تحريك قسري لمفصل الكتف تحت تخدير كامل تعرف عملياً باسم (Manipulation Under Anesthesia) حيث يتم تمديد أو تمزيق الغشاء المحيط بمفصل الكتف عبر هذه الحركات القسرية التي لا يحس بها المريض. وفي بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى عمل منظار لمفصل الكتف في نفس الوقت حيث يتم قطع هذا الغشاء من داخل المفصل للمساعدة على تحرير المفصل وزيادة مدى الحركة فيه. وبعد الجراحة يبدأ برنامج علاج طبيعي مكثف لزيادة الحركة في الكتف. وهذه الطريقة ناجحة جداً في كثير من المرضى ونتائجها ممتازة وهي ذات خطورة منخفضة.
التوصيات
لأن مفصل الكتف حساس ومعرض للإصابات وسريع التيبس فإنه من الضروري على الأطباء والمرضى على حد سواء سرعة علاج أي إصابات أو التهابات أو كسور حول المفصل وتجنب الأربطة والجبائر التي تقيد حركة الكتف لفترات طويلة والاهتمام بالعلاج الطبيعي والتأهيلي بعد إصابات الكتف والعودة للرياضة بشكل تدريجي ومدروس بعد التأكد من عودة القوة والمرونة لعضلات الكتف.