يعيش الإنسان ويسبح في بحر الأحلامْ ..
يتمنى .. ويتمنى ..!
يذهب إلى الحدائق لقطف أجمل الزهور ..
ويغمض عينيه ليسمع غناء العصافير والحبْ ..
ينتشي بعبق الياسمين والفلْ ..
يسافر على أجنحة السحب والخيال ْ ..
هنا .. وهناك عشق وجمال ْ ..
ولا يكتفي الإنسانْ ..
بل يبني قصوراً من خيوط الذهب والنرجسْ ..
يلبس تاج الملائكة ويتخيل نفسه من ذوي النفوس الأبديّة ..
يضحك ويرتدي أجنحة الفراشة الرائعة الحسنْ ..
يمشي مشية الطاووس ويتهادى على البساط السحري ..
يشرب العسل ويحول الدموع إلى كؤوس مليئة بالكافورْ ..
ولكنْ ..
عندما تهب الرياحْ ..
وتصفّر الأعاصير ..
وتموت الطيور ..
وتجف الأنهار ..
يصفق هذا الإنسانْ ..
يصرخ في الريح والأعاصير ويأمرها بالرحيلْ ..
ولكن هيهات أن ترحلْ .. !
لقد ماتت العصافير ..
وتمزّقت أجنحة الفراشات ..
وذبلت الزهور ..
واختفت النجوم من السماءْ ..
يذوب الإنسان .. ويصبّ أنهاراً من دمْ !!
يصبح كورقة شفافة مشتعلة بالنارْ ..
ينتظر النسيان .. الغيبوبة .. الموت !!
عندها يتأكد أن الدموع .. الكلمات لا تكفي للتعبير !!
أصلاً ما قيمة التعبير في هذه اللحظاتْ ..؟
لا .. .. شيء !!
تهدأ الأعاصير ..
تتوقف الأمطار ..
تسكن الرياح ..
ويستفيق الإنسان على صوت الدعاء والآذانْ ..
يطمئن .. يرتاح ..
يقرأ الكتاب المقدّس .. ويصل إلى قوله تعالى ..
(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)..
تحيط الملائكة بأجنحة من نور لتطفئ الورقة الملتهبة .ال
تسقيه الرحمة والطمأنينة ..
تغطيه بغطاء السكينة والأمانْ ..
فيسعد الإنسان ..
وتعود الروح إلى الجسد المتهالكْ ..
ويوقن بأن السعادة في الرضا ..
وأن هناك الكثير من بحور الخير والمنى في انتظاره .
دمتم بصحّة وعافية ..
ارجو ان تنال اعجابكم
لكم تقديري واحترامي