من حياتنـآ ..
ماذا تريد المرأة السعودية؟
:
المرأة السعودية يتجاذبها في الوقت الراهن تياران،
كلاهما يؤكد أنه يريد لها الخير،
تيار يريد منها أن تجلس في منزلها وتأخذ حقوقها المادية والمعنوية
من زوجها وألا تتعرض للاختلاط، وهذا من وجهة نظرهم يحفظها من الضياع،
وتيار آخر يتعامل معها من
منطلق أنها ضعيفة أمام الرجل ويريد منها أن تخرج من منزلها، وأن تأخذ حقها
بيدها من المجتمع وأن تكون قوية قادرة على مجابهة الحياة وشرورها،
وهو بحسب رؤيته هذه يعطي المرأة حقوقها.
لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المرأة وحقوقها
وأصبحت مادة خصبة للمناظرات الإعلامية، التي تصل في كثير من الأحيان
إلى حد الصراخ والتشكيك في النوايا والأهداف بين كلا الفريقين،
ويلحظ المراقب للسجالات الفكرية أن جل المدافعين عن المرأة من الرجال،
وأن صوت المرأة مغيب حتى في المطالبة أو الدفاع عن حقوقها.
هذا الصراخ وهذا التغييب لا يجعلنا نسمع ما الذي تريده المرأة؟
وأين هي من كل هذه التفاعلات؟ وهل ستظل غائبة عن الساحة
وتترك المجال للرجل للمطالبة بحقوقها، ومع أي الفريقين هي؟
وماذا تقول للمدافعين عنها؟ تساؤلات سوف نطرحها في هذا التحقيق الذي،
سنفتح فيه صفحات "سيدتي" للمرأة السعودية لتعبر عن رأيها وتوضح لنا ماذا تريد،
وما النموذج الذي تريد أن تكون عليه؟؟
في البداية تقول الكاتبة وسيدة الأعمال حصة العون:
"أنا لا أؤيد النقاشات التي يشهدها المجتمع السعودي حول المرأة السعودية
في الوقت الراهن، لأننا إذا كنا نتحدث عن ضرورة إعطاء المرأة السعودية حقوقها،
التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، فهذا يعني أننا لم نكن نطبق شرع الله
في السنوات الماضية، وهذا عيب كبير واعتراف ضمني بأن المرأة كانت مغيبة،
وهذا كلام غير صحيح، وعلى النساء السعوديات والرجال أيضاً الذين يتحدثون عن المرأة وحقوقها، أن يعلموا أن ما يصلح للآخر ليس بالضرورة يصلح لنا، فكل مجتمع له تركيبته وله كيميائيته، ونحن عندنا خصوصية ولابد أن نسلم بذلك، وعلينا أن نحتكم للكتاب
والسنة في ما ينفع المرأة، والحرية من وجهة نظري ضرورية؛ ولكن أنا لا أؤيد
الحرية بدون وعي وبدون تدريب، فقبل أن نطالب بحرية المرأة علينا أولاً أن
ندربها لكي يكون لديها الوعي لاستخدام ما يمنح لها من حرية، نحن نعيش
مرحلة حساسة جداً وعلى المرأة السعودية أن تعي حساسية المرحلة، وأن
لا تتيح للآخر استخدام كعوب أحذية النساء لتكسير جماجم الرجال".
صوتنا حاضر
وتتفق معها الكاتبة الصحافية أميمة زاهد إذ تقول:
"من قال إن صوت المرأة السعودية غائب عن الساحة؟ وهل عليها أن تصرخ
ليسمع الآخرون صوتها؟ فالمرأة الذكية قادرة أن تدافع عن نفسها لو أرادت ذلك،
ولم تتهاون في حقوقها ولم تعط الفرصة للرجل بأن يستغلها ويسلبها ما يريد دون وجه حق،
إن حقوق المرأة واضحة في الإسلام الذي شرفها ومنحها إنسانيتها الكاملة
وأثبت أهليتها ورفع وزر الإهانات، التي التصقت بها، فهي نصف المجتمع،
وقيل المجتمع كله لأنها مصدر الإصلاح في الحياة الأسرية والاجتماعية، وهي
من تزرع فيه المثل والقيم والسلوك القويم فبالتالي يصلح بصلاحها المجتمع الإسلامي
وتقبل على تأدية جميع مهامها بفخر واعتزاز، وليس بالضيق والتبرم ونحن، ولله الحمد،
في بلد يطبق فيها حكم الشرع؛ ولكن يكمن الخلل في التطبيق والممارسات الخاطئة من قبل المجتمع والتلاعب في حقوق المرأة، الذي ينشأ إما عن جهل منها
أو بسبب تطويع الأحكام لما فيه مصالح الرجل، أو كما يتفق مع مصالح المجتمع،
لذا نحن بحاجة ملحة للعودة للأحكام الصريحة في الكتاب والسنة وتطبيقها
كما أمر الله سبحانه وتعالى، ولا تتجاهل حقوقها باسم الدين،
الذي فرض لها كل ما من شأنه أن يعزها ويرفع من قدرها ويصونها،
لذا فهي لا تحتاج تحريضاً لتطالب بحقوقها،
وإنما تحتاج لثقة المجتمع بأنها قادرة على الدفاع عن كل ما يخصها،
وهي بحاجة لتسهيل سبل ومجالات التعامل معها على أنها مواطن من الدرجة الأولى.
ومع الأسف هناك بعض المواقف التي قد تعجز المرأة أن تنال فيها حقوقها
أو تحقق آمالها وطموحاتها، بسبب العقبات التي تقف حجر عثرة أمام ما تصبو إليه،
هذا عدا التجاوزات التي لا يمكن أن تتخطاها، خاصة مع النماذج والعينات الغريبة من البشر،
إلى جانب العادات والتقاليد فعندما تسلب حقوقها، سواء في النواحي المادية أو الاجتماعية وتهضم إنسانيتها، هل تستطيع أن تطالب بها أو تسترد ما سلب منها ؟
ولو تطلب الموقف تدخل القضاء فمن ذا الذي سيرافقها….ولو فكرت بالذهاب بمفردها لإنهاء معاملات أو إجراءات تخصها على سبيل المثال، تكون النتيجة محسومة
لصالح الرجل ظالماً كان أو مظلوماً، وقد لا يسمع رأيها ولو سمع لا يؤخذ به.
وفي النهاية ليس من العدل أن يقوم البعض بتصنيف حقوق المرأة بين سطحية وعميقة،
وبين ثانوية وأولية، وكأن حياتها باتت مرهونة بآراء الآخرين عنها،
والأدهى من ذلك أن هذه التناقضات والهجمات والأقاويل فتحت المجال لتدخل
جهات غريبة بعيدة عنا كل البعد، لتحدد لنا ما هي حقوقنا وكيف نستردها".
موقف المتفرج
وتصف السيدة مها أحمد حسن فتيحي:
"ما تشهده الساحة السعودية من نقاشات حول المرأة بأنه عبارة عن عواطف
جياشة لمعتقدات وأفكار المهتمين بها، وأنا لم أشارك في أي من النقاشات
الموجودة على الساحة السعودية والمتعلقة بالمرأة وحقوقها، لأنني مازلت في
موقف المتفرج حتى يهدأ الغليان، وهذه الأفكار والعواطف لا تمت لما يجب أن
تكون عليه المرأة المسلمة، كنموذج أراده الرسول صلى الله علية وسلم لزوجاته وبناته،
فعندما تكون القاعدة الفكرية للنظر للمرأة مبنية على عادات وتقاليد،
وتفتقر إلى التأصيل الشرعي، فلن نصل إلى نموذج إسلامي، وعندما تكون
القاعدة الفكرية مبنية على نموذج غربي وصل إلينا نتيجة اضطهاد
متعمد واسترقاق للمرأة ولجهدها ووقتها وعطائها بعد الحرب العالمية
الأولى والثانية وبعد الثورة الصناعية، فهذا أيضاً ليس هو النموذج الذي
يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة.
نحن نعيش وللأسف مرحلة صراع وغوغائية في الفكر المتعلق بالمرأة،
ليس في السعودية وحدها، بل في العالم العربي ككل،
وتبرز السعودية بشكل خاص لأننا فجأة انفتحنا على عولمة لم يكن هناك
تهيئة لها بشكل صحيح، وصوت العقل في العالم العربي كله ما زال ضعيفاً،
ويعيش مرحلة المراهقة المكبوتة بدرجات متفاوتة، وسوف يمكثون في
حوارات خاصة بالمرأة ذهاباً وإياباً، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح،
وأقول لمن يتصارعون حولي، أنا امرأة مسلمة ومرجعيتي أن أكون سعودية مسلمة،
هناك معطيات خاصة بعادات وتقاليد المجتمع السعودي باختلاف وتنوع
بيئاته وثقافاته وعاداته المختلفة، هذه العادات والتقاليد إذا خرجت بي من إطار
المبادىء والقيم المراد تحقيقها لكي أعيش كإنسان له حقوق وعليه واجبات...
إذا خرجت عن هذا الإطار فأنا لست بحاجة لها لأنها تعرقل مسيرتي كإنسان يريد
أن يحيا حياة مسلم، أراد الله له أن يوجد لكي يكون خادماً لمن حوله مصلحاً لذاته
معمراً للأرض خليفة لله في كل هذه المعاني التي تستوي فيها الإنسانية بمعانيها السامية".
فهم خاطئ
وتعارض الدكتورة عزيزة المانع مبدأ التصنيف فتقول:
"أنا شخصياً لا أوافق على عبارة تيار إسلامي يتعامل مع المرأة على أنها ناقصة عقل ودين،
لأن هذا ليس الإسلام الحقيقي ولا يمكن أن نصف أصحاب هذا الفكر بالتيار الإسلامي،
بل هو تيار فهم الإسلام بطريقة غير كاملة، ومن منظوري الشخصي أعتقد
أن المرأة في السعودية امرأة مسلمة ومتدينة ولا تريد غير ما أراده لها الإسلام،
تريد حقها الذي جاء به الإسلام كاملاً لا أكثر ولا أقل، فكل ما تعاني
منه المرأة السعودية الآن ناتج عن الفهم الخاطىء أو الناقص للإسلام،
وكثير من الناس ينطلقون من مفاهيم تقليدية وينسبونها للإسلام ويريدون
أن يتعاملوا مع المرأة وفقاً لهذا المفهوم التقليدي الذي وصفوه بأنه إسلامي.
مشكلة المرأة السعودية الآن أن كل الفرق الموجودة على الساحة على اختلافها،
تريد أن تتعامل مع المرأة وفق ما تراه وليس وفق الأصل الذي جاء به الدين،
والمشكلة أن هناك أمورا يأتي إليها بعض الناس ليفهمها من منظوره الخاص،
ثم يعطيها صبغة الدين، ويقول هذا هو وضع المرأة في الإسلام ولو رجعنا للنساء في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وقلنا ما كان يحدث للنساء في ذلك
العصر نريده أن يحدث الآن، لوجدنا مساحة كبيرة من الحرية كانت تحصل
عليها المرأة وهي محرومة منها الآن، وأنا أعتقد أن المرأة السعودية
ليست غائبة عن النقاش الذي يشهده المجتمع في الوقت الراهن والمتعلق بها،
هي موجودة ولكنه وجود "زائف" بمعنى أن اللاتي يشاركن يتحدثن من خلال ترديد ما يقوله الرجال، فنجد نساء يؤيدن بقاء المرأة في هذه العزلة وهذه التبعية،
ونساء يردن التبعية الغربية، ومن النادر أن نجد فكراً نسائياً مستقلاً
غير متأثر بالفكر الرجالي، وهذا يرجع لانخفاض الوعي لدى النساء".
الدفاع عن أنفسنا
سيدة الأعمال مرفت ملطاني تقول:
"المرأة السعودية ليست في حاجة لمن يتحدث عنها، كل التيارات التي تتحدث
عن المرأة وحقوقها تستعمل المرأة أو تستخدمها لتحقيق أهدافها ورغباتها،
المرأة السعودية ليست قاصرة وهي قادرة على المطالبة بحقوقها،
ونحن لا نطالب بأكثر مما أعطاه الإسلام للمرأة، لو حصلت المرأة على حقوقها
كما جاءت في الإسلام، فلن يكون هناك مجال للمطالبة بالحقوق ولن نواجه أي مشكلات،
نحن في حاجة لتغيير نظرة الرجل للمرأة ...
نحن نعاني من النظرة الدونية والتقليل من قدراتنا".
تيارات متناقضة
المرأة السعودية تزداد تيهاً وتناقضا وخاصة في الآونة الأخيرة
وفق المتغيرات التي أشعلت نار اللهيب بها، فنجدها تسير وفق تيارات مختلفة
ومتناقضة وفي الوقت نفسه مقتنعة بها، وتارة أخرى معارضة لها بينما يفضل
البعض منهن الحرية المطلقة، التي تكسر كل القيود بدون رقيب أو عتيد، هذا
ما تؤكده الصحافية السعودية منال الشريف وتضيف قائلة:
"نحن نعيش تلك النماذج يومياً، وبمجرد الجلوس إليها خلال دقائق معدودة،
نعلم ما هو فكرها وماذا تريدولماذا ترفض و تشجب،
وذلك وبلا شك يرجع للتيارات الفكرية التي تتجاذبها
من كل حدب وصوب، والمستفيد من كل ذلك هو الرجل،
وكل وفق شروطه وأفكاره العامة، التي ينتهجها،
والنابعة من قناعات داخليه جميعها تدور في قالب واحد لا يترجمها سوى مفهوم محدد،
وهو محاولة تغييبها عن الساحة بقدر الإمكان والتحجيم من قدرها،
وأسباب ذلك ترجع لعدة وجهات نظر تختلف من رجل لآخر،
فمنهم من يعتقد أن المرأة لا يجدر بها سوى المكوث في المنزل،
وينسى أو يتناسى أننا كمجتمع نحتاج للمعلمة وللطبيبة وللبائعة
وللممرضة وللعالمة وللكثير والكثير، ورجل آخر يريدها أن تخرج وتعمل
وتشهد معترك الحياة؛ ولكن ليس لصقل شخصيتها فحسب، بل ليستفيد من دخلها المادي،
وبالتالي هي مطالبة بوظيفتين وعليها أن لا تخفق في إحداهما
وليس هناك مجال للخوض فيما أسلفت، و آخر ترك لها العنان وأصبحت شبه
عربية لا يربطها بالأرض سوى جواز السفر وبالتالي ليس لها أي دور في المجتمع،
لأنها ترفض كل ما فيه ولا تريد حتى التحدث بلغته.
ولا أعتقد أن هناك من يخالف مقولة "إن الدين لا يمنع العلم ولا العمل
إن توفر ذلك وفق ضوابط شرعية وأهمها مخافة الله" فأي فرد بإمكانه
استخدام وظيفته سلباً، وتلك هي الضوابط التي ينبغي أن يسير وفقها المسلم أو المسلمة
وهي معان أصبحت موجودة في المجلدات فقط، وقلما نراها حقيقة حرة أمامنا".
ولكن يجري هذه الأيام أنه كلما اقتربت المرأة من الصفوف القريبة إلى الأولى،
نجدها تراجعت مثلما كانت، وحتى إن ظلت مكانها فالقرار بيد الرجل في مجمل الأحوال،
وذلك انتقاص واضح وصريح وجلي في حقها.
فيكفيها أن ابنها الذي ولدته وربته وترعرع أمامها يكون مسؤولاً عنها أو معرفاً لها،
فذلك يجعلها تشعر بأنها مهما كبرت ليس لها أي كيان أو أهمية.
السبب فقط كونها امرأة".
لا توجد معوقات
سيدة الأعمال وفاء خضر تتساءل وتقول:
"من قال إن المرأة السعودية لا تحصل على حقوقها؟ من قال إنها مهانة؟
المرأة السعودية تحصل على حقوقها والدولة تدعمها وتفتح لها أبواب العمل،
ومنذ أن بدأت رحلة العمل لم تعترض طريقي أي معوقات، وسأكون جاحدة
إن لم أعترف بذلك، وإذا كان هناك من يشتكي من السيدات فأعتقد أن الرجل أيضاً تواجهه
المعوقات التي تواجه المرأة؛ ولكنني أعتقد أن هناك حماساً شديداً
من قبل البعض للحديث عن المرأة، وكل فريق يسوق لرأيه من منظوره الخاص،
وأقول لهم كفوا أيديكم وأقلامكم عن المرأة".
لا نحتاج للمزايدة
المهندسة آمال بنت حمد تقول:
"أريد أن أكون كما أراد الشرع للمرأة المسلمة أن تكون، دون مزايدة من أحد،
والمرأة السعودية ليست في حاجة لكل هذا الندب على حقوقها، نحن نعيش
في مجتمع كرم المرأة ويسر لها سبل التعليم والعمل، وبدون مزايدة
أقول لكل المتخوفين أو المدافعين عن المرأة السعودية، إننا أصبحنا قادرين
على المطالبة بحقوقنا إذا كانت مغيبة، وأن المرأة السعودية ملتزمة بتعاليم دينها،
بل الأكثر التزاماً بين النساء المسلمات ولا مجال للخوف عليها، كما أننا لا نريد
من الطرف الآخر أن يطالب بأكثر مما أعطته الشريعة الإسلامية للمرأة.
"
لا تردي فقط ..
انه هذا حاضرنا وهذا ما نريدهـ
اقرأي ودافعي عن نفسك ,,