ملاذات سرية لمتابعة أخبار الجراد والذئاب المفترسة« الرادو » في الخمسينيات « رجس » وسماعه « جريمة » ومن يقتنيه « فاجر » الأسياح ـ سعود المطيري
كان الإذاعة يا «طامي» للأطرش وأم كلثومي
تعال أوقع بابهامي مالنا فيها لزومي
الصوت الشمالي هذا والذي كان يعتقد ان الكون من حوله لابد أن يكون دحة وربابة وهجيني بعد أن سئم أغاني (الكوبليهات ) التي عجزت أن تلامس وجدانه الداخلي وذائقته الصحراوية ، والتي كانت تبثها ( اذاعة طامي ) مع انطلاقتها بداية الستينيات الميلادية كأول اذاعة تنطلق من قلب نجد ومن سطح منزله بالرياض بمبادرة شخصية من مؤسسها طامي ، وبامكانيات وتجهيزات بسيطة حتى وإن سمع بثها في الاردن وفلسطين ومناطق بعيدة ، كان هو المذيع والمخرج والمنسق ومهندس الصوت ومقدم الاعلانات الخدمية والمجانية ، ورغم انه يرحمه الله رجل على درجة من التدريب والادراك إلا ان الظروف ومستوى المستمع أو المتلقي أجبرته أن يخاطبهم بنفس اللغة التي يستطيعون فهمها فكسب جمهورا كبيرا من المتابعين لا يزال من بقي منهم يتذكرها جيدا ويتذكر برامجها الاخبارية والترفيهية والاعلانية التي انصبت حول اهتماماتهم ، وما زال يتذكر أغاني عبدالله فضالة وعبداللطيف الكويتي وحضيري أبوعزيز وبنت البلد وفريد الاطرش وأم كلثوم وغيرهم ، يتذكرون كيف كان يوقف بث أحد البرامج فجأة ليقدم إعلانات خدمية ومجانية أصبحت حاليا في حكم الندرة والطرافة حتى وان كانت تصف اهتمامات وهموم المجتمع وقتها فكان لايتوانى مثلا يرحمه الله في إعلان يخص أحد سكان الرياض الذي دخل عليه مستنجدا ويفيده أن (عنزه أم قرن مكسورومعها ثلاث جفار) فقدت مع دخول الظلام في أم سليم ولم تعد لحضيرتها , أو أن يبث تحذيراً للمزارعين في الوشم من أن أسرابا من (الجراد) الجائع قادم اليهم مثل قطع الغيوم وأن عليهم ان يتخذوا التدابيرلاتقاء التهامه لمزروعاتهم ، أو أن ذئبا مفترسا ( هد ) على أحد قاطني مدينة المذنب وافترس عشرا من الشياه المضاريع والذئب بطبعة لابد أن يعود في الليلة التي تليها لمهاجمة نفس المكان .
طامي « صاحب إذاعة طامي مع إذاعته بسطح منزله بالرياض